أخبرني المطرُ أخيرا أنّهُ سيأتي
سيأتي بقميصِه الأبيض وعينيه المبلّلتين بالنّعناعِ
سيأتي راكضا
لِمَ لمْ ينثروا زغاريدَ نسائهم على التّراب؟
سيأتي لأنّ الأشجارَ قُتلت
قتل الأشجار أفظع
نام العالَمُ قبل مجيئهِ بقليلٍ تحت ظلالِ شجرةٍ لذلك هو الآن
ورقةٌ
الكونُ مجموعةُ أوراقٍ أجملُها الٓتي تسيتيقظُ عليها فراشةٌ
أنا سعيد كم لديّ من أشجار وكم يتّسعُ نصّي للمطرِ
تموتُ الأشجار ُ
تحيا الأشجارُ
نحبّهم جميعاً
الّذين ينثرونَ لنا الدّيدانَ خلفَ الشّبكةِ
إنٓهم لا يعلمون كم نُحبّٓ الشّبكةَ
كم تكرهنا الشّبكةُ
ابدأْ إذن بالرٓقص دونما تفكيرٍ بأيّ حذاء
يا للشّمس!
انا مثلهم
أفكّر بالنّاي
بالزّورق
بآرثر رامبو
بفرلان
لكنّي أفكّرُ جدّيا بنسيانِهم
وصلَ المطرُ ونسيتُ حتٓى ما كنتُ بصددِ حفرِه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق